للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو جالس على نمرقة، بيده مخصرة، عليه غلالة، ملتحف بسبيبة (١)، بين يديه شمعة، فسلمت فقال: من أنت؟ فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن، قلت: يا أمير المؤمنين، عفا الله عما سلف. قال: اجلس، فجلست، قال: تقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: اقرأ من سورة كذا ومن سورة كذا، فقرأت، فقال: أتفرض؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في امرأة تركت زوجها وأبويها، قلت: لزوجها النصف ولأمها السدس ولأبيها ما بقي، قال: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ؛ إنما لزوجها النصف ولأمها ثلث ما يبقى، هات حديثك. قلت: حدثني سعيد بن المسيب فذكر قضاء عمر في أمهات الأولاد، فقال: وهكذا حدثني سعيد، فقلت: يا أمير المؤمنين، اقض ديني، قال: نعم، قلت: وتفرض لي، قال: لا، والله ما نجمعهما لأحد. قال: فتجهزت إلى المدينة.

وعن السري بن يحيى، عن ابن شهاب قال: قدمت الشام أريد الغزو، فأتيت عبد الملك فوجدته في قبة على فرش تفوت القائم، والناس تحته سماطان.

وقال أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة قال: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان وأنا محتلم.

هذه رواية غريبة، قد قال يحيى بن بكير فيها: هذا باطل، إنما خرج إلى عبد الملك، ولم يكن عنبسة موضعاً لكتابة الحديث.

قال خليفة (٢): ولد سنة إحدى وخمسين.

وقال دحيم وغير واحد: ولد سنة خمسين.

وقال الحميدي: قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية، وفي حمرتها انكفاء كأنه يجعل فيه كتماً، وكان أعيمش، وله جمة، قدم علينا في سنة ثلاث وعشرين ومائة - يعني مكة - فأقام إلى هلال المحرم، وأنا يومئذ ابن ست عشرة سنة.

وقال ابن وهب: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: رأيت الزهري


(١) شقة من ثياب.
(٢) تاريخه ٢١٨.