قلت: وقد ورد بغداد رسولًا، وكتب عنه عمر بن علي القرشيّ، وأبو المواهب بن صصرى، وأجاز للبهاء عبد الرحمن، وللحافظ الضياء. وروى عنه أبو القاسم بن صصرى، وتاج الدين عبد الله بن حمويه وجماعة. وتخرّج به جماعة.
وقيل: إنّه وعظ مرّةً، فسأل نور الدين أن يحضر مجلسه، فحضر فشرع في وعظه يناديه: يا محمود، كما كان يفعل البرهان البلخيّ شيخ الحنفيّة، فقال للحاجب: اصعد إليه، وقل له: لا تخاطبني باسمي. فسُئل نور الدين عن ذلك فيما بعد. فقال: إنّ البلخيّ كان إذا قال: يا محمود قامت كلّ شعرة في جسدي هيبة له، ويرقّ قلبي، والقطب إذا قال: يا محمود يقسو قلبي ويضيق صدري. حكاها سبط ابن الجوزي، وقال: كان القطب غريقًا في بحار الدنيا.
قلت: وكان معروفا بالفصاحة والبلاغة وكثرة النوادر ومعرفة الفقه والخلاف. تخرّج به جماعة. ودرّس أيضًا بالجاروخيّة. ودفن بتربة أنشأها بغربيّ مقابر الصّوفيّة. وبنى مسجدًا على الصخرات التي بمقبرة طاحون الميدان، ووقف كتُبه.
٢٩٢ - معَدّ بن حسن بن عبد الله، أبو نزار البغداديّ، المنادي.
سمع: أبا سعد أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفي، وهبة الله بن الحصين. سمع منه أحمد بن أحمد البندنيجيّ.
وكان لا بأس به ينادي على السَّقط. وتوفّي في جُمادى الآخرة.