داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عن سلامة العجليّ، عن سلمان الفارسيّ قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فألقى إليّ رداءه وقال: انظر إلى ما أمرت به، قال: فرأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمام. إسناده حسن.
وقال الحميدي: حدثنا يحيى بن سليم الطّائفيّ، عن ابن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد قال: لقيت التّنوخيّ رسول هرقل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمص، وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفند أو قريبا، فقلت: ألا تخبرني؟ قال: بلى، قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبوك، فانطلقت بكتاب هرقل، حتى جئت تبوك، فإذا هو جالس بين ظهري أصحابه محتب على الماء، فقال: يا أخا تنوخ، فأقبلت أهوي حتى قمت بين يديه، فحلّ حبوته عن ظهره، ثمّ قال: ها هنا امض لما أمرت به فجلت في ظهره، فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل المحجمة الضّخمة.
[باب جامع من صفاته - عليه السلام -]
قال عيسى بن يونس: حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد من ولد عليّ قال: كان علي - رضي الله عنه - إذا نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لم يكن بالطويل الممغّط ولا القصير المتردّد، كان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسّبط، كان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهّم ولا المكلثم، وكان في وجهه تدوير، أبيض مشرب، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتف - أو قال: الكتد - أجرد ذا مسربة، شثن الكفّين والقدمين، إذا مشى تقلّع كأنّما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النّبوّة، أجود النّاس كفّا، وأجرى النّاس صدرا، وأصدقهم لهجة، وأوفاهم بذمّة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة،