بينه وبين أبي العتاهية مهاجاة، وكان أبو نواس يثني على شعره، ولما مات والبة رثاه أبو نواس.
٣٤٠ - ورش المقرئ، عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان. وقيل: عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق القبطي المصري المقرئ، إمام القراء أبو سعيد، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو القاسم.
أصله من القيروان، وعداده في موالي آل الزبير بن العوام، ويقال له: الرآس، وشيخه نافع هو الذي لقبه بورش لشدة بياضه، والورش: شيء يصنع من اللبن. وقيل: بل لقبه ورشان؛ باسم طائر معروف. فكان يعجبه هذا اللقب ويقول: أستاذي نافع سماني به، ويفتخر بذلك.
وكان في حداثته رآسا في ما قيل، ثم اشتغل وبرع في التلاوة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية، وكان بصيرا بالعربية، وكان أبيض أشقر أزرق، سمينا مربوعا، يلبس ثيابا قصارا.
مولده سنة عشر ومائة، كذا أرخه الأهوازي، وكانت قراءته على نافع في سنة خمس وخمسين ومائة.
قال أبو عمرو الداني: تلا على نافع ختمات كثيرة، ثم رجع إلى مصر.
قلت: قرأ عليه أبو يعقوب الأزرق، وأحمد بن صالح، وداود بن أبي طيبة، وأبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة سواهم.
وقد وقع لي إسناد القرآن العظيم من طريقه في غاية العلو؛ تلوت كتاب الله على سحنون الفقيه، عن قراءته على ابن الصفراوي، عن ابن عطية، عن ابن الفحام، عن ابن نفيس، عن أبي عدي، عن أبي بكر بن سيف، عن الأزرق، عن ورش، عن نافع، عن خمسة، عن أصحاب أبي بن كعب وزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.