وقد استوفيت أخبار ورش في طبقات القراء، وهو ثبت حجة في القراءة.
مات بمصر في سنة سبع وتسعين ومائة، ولا أعلمه روى حديثا.
٣٤١ - ع: وكيع بن الجراح بن مليح، الإمام أبو سفيان الرؤاسي الأعور الكوفي، أحد الأعلام.
ورؤاس بطن من قيس عيلان. ولد سنة تسع وعشرين ومائة، وأصله من خراسان. سمع من الأعمش، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عون، وابن جريج، وداود بن يزيد الأودي، وأسود بن شيبان، ويونس بن أبي إسحاق، وهشام بن الغاز، والأوزاعي، وشعبة، والثوري، وإسرائيل، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، وزكريا بن أبي زائدة، وطلحة بن عمرو المكي، وطلحة بن يحيى التيمي، وفضيل بن غزوان، وموسى بن علي، وهشام الدستوائي، وأبي جناب الكلبي، وخلق.
وعنه ابن المبارك وهو أكبر منه، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم، والحميدي، ومسدد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، وابن معين، وأبو خيثمة، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأمم سواهم.
وكان رأسا في العلم والعمل، وكان أبوه الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة ناظرا على بيت المال بالكوفة.
وقد أراد الرشيد أن يولي وكيعا القضاء فامتنع.
قال يحيى بن يمان: لما مات الثوري جلس وكيع موضعه.
قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية سفيان. فقال حماد: إن شئتم قلت: أرجح من سفيان.
وعن يحيى بن أيوب المقابري قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: صحبت وكيعا في الحضر والسفر، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة.
قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.