فيها سرق السبع الفضة الذي على زبزب عضد الدولة، وعجب الناس كيف كان هذا مع هيبة عضد الدولة المفرطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية تكون، وقلبت الأرض على سارقه، فلم يوقف له على خبر. ويقال: إن صاحب مصر دس من فعل هذا.
وكان العزيز العبيدي من قبل هذا قد بعث رسولاً إلى عضد الدولة، وكتاباً أوله: من عبد الله نزار العزيز بالله أمير المؤمنين، إلى عضد الدولة أبي شجاع مولى أمير المؤمنين، سلام عليك، فإن أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلي على جده محمد صلى الله عليه وسلم، والكتاب مبني على الاستمالة مع ما يسر إليه الرسول عتبة بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولاً له وكتاباً فيه مودة وتعللات مجملة.
وفي ربيع الأول وقع حريق بالكرخ من حد درب القراطيس إلى بعض البزازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدادين، واحترق فيه جماعة وبقي لهيبه أسبوعاً.
وفيها قلد أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى كتابة الطائع لله وخلع عليه.
[سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة]
فيها فتح المارستان العضدي، أنشأه عضد الدولة في الجانب الغربي من بغداد، ورتب فيه الأطباء والوكلاء والخزان وكل ما يحتاج إليه، في ربيع الآخر.
وفي هذا الزمان كانت الأهواء والبدع فاشية بمثل بغداد ومصر من الرفض والاعتزال والضلال، فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ فذكر الحميدي في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سعدي الأندلسي الفقيه طامة كبرى، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري، قال: