المَرية ثم إلى سبتة، فبالغ صاحبها في لم شعثهم وأكثر من الإحسان إليهم.
ثم إن الحكم قصد السلطان أبا يعقوب المريني ليسأله في أسرى بلده، فأعطاه جملة، ثم جاز إلى غرناطة فأعطى ابن الأحمر مالاً، ثم ركب البحر قاصداً صاحب تونس وبجاية يطلب في الأسرى، فغرق به المركب، رحمه الله تعالى.
ومن تاريخ الشيخ تاج الدين: فيها عزم الدواداري على إحضار جماعة إلى دار العدل ليضربوا وليشهروا، منهم المجد المارداني والتاج الحيوان وابن السكاكري والعلاء ابن الزملكاني، وناصر الدين ابن المقدسي، والمحقق والفخر ابن الصيرفي. ثم ترك ذلك.
[سنة ست وثمانين وستمائة]
في المحرم دخل دمشق نائب المملكة حسام الدين طرنطاي في تجمُّل زائد لا يدخله إلا ملك، ثم سار لحصار صهيون وبرزية وانتزاعهما من سنقر الأشقر، وتوجه معه الشاميون بالمجانيق، وقاسوا مشقةً وشدة من الأوحال. وتهيأ سنقر الأشقر للحصار ونازله الجيش.
ثم توجه بعد أيام نائب دمشق حسام الدين لاجين لحصار برزية، فافتتحه بلا كلفة، ووجد فيه خيلاً لسنقر الأشقر، فلما أُخذ ضعفت همة صاحبه، وأجاب إلى تسليم صهيون على شروطٍ يشترطها، فأجابه طرنطاي وحلف له بما وثق به. ونزل بعد حصار شهر وأعين على نقل ثقله بجمال وظهر وحضر بعياله ورخته في صحبة طرنطاي إلى خدمة الملك المنصور، ووفى له طرنطاي وذب عنه أشد ذب، وأعطي بمصر مائة فارس، وبقي وافر الحرمة إلى آخر الدولة المنصورية.
وفي ربيع الأول قدم ابن الخويي على الشام قاضياً، وناب له الشيخ شرف الدين ابن المقدسي.
وفي شعبان درس صفي الدين الهندي بالرواحية.
وفيها طُلب السيف أحمد السامري إلى مصر، فطلبوا منه أن يبيع للسلطان قرية جزرما، فقال: وقفتُها وكان ناصر الدين ابن المقدسي قد سافر إلى مصر، فتحدث مع الشجاعي في أمر ابنة الملك الأشرف ابن العادل وأنّ أباها خلف لها أملاكا، ً فباعتها حال كونها سفيهة تحت الحجر، فتكلموا في ذلك