قال الواقدي: حدثني محمد بن عبد الله، عن عمه ابن شهاب قال: سار ابن أبي العوجاء السلمي في خمسين رجلا إلى بني سليم، وكان عين لبني سليم معه. فلما فصل من المدينة، خرج العين إلى قومه فحذرهم. فجمعوا جمعا كثيرا. وجاءهم ابن أبي العوجاء وهم معدون. فلما رآهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأوا جمعهم، دعوهم إلى الإسلام. فرشقوهم بالنبل، ولم يسمعوا قولهم، فرموهم ساعة، وجعلت الأمداد تأتي، وأحدقوا بهم. فقاتلوا حتى قتل عامتهم، وأصيب ابن أبي العوجاء جريحا في القتلى. ثم تحامل حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم المدينة في أول صفر.
إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد.
وفيها: أسلم عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد.
قال الواقدي: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: قال عمرو بن العاص: كنت للإسلام مجانبا معاندا. حضرت بدرا مع المشركين فنجوت، ثم حضرت أحدا والخندق فنجوت. فقلت في نفسي: كم أوضع، والله ليظهرن محمد على قريش. فلحقت بمالي بالوهط. فلما كان صلح الحديبية، جعلت أقول، يدخل محمد قابلا مكة بأصحابه، ما مكة بمنزل ولا الطائف، وما شيء خير من الخروج. فقدمت مكة فجمعت رجالا من قريش كانوا يرون