للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجل صالح يؤثر أقرباءه، قال عمر: يرحم الله ابن عفان، قال: فالذي من بعده؟ قال: صدع (١) - وكان حماد بن سلمة يقول: صدأ - من حديد، فقال عمر: وادفراه وادفراه (٢)، قال: مهلا يا أمير المؤمنين، إنه رجل صالح، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء (٣).

وقال حماد بن زيد: لئن قلت إن عليا أفضل من عثمان، لقد قلت إن أصحاب رسول الله خانوا (٤).

وقال ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان قال: كان نقش خاتم عثمان آمنت بالذي خلق فسوى (٥).

وقال ابن مسعود حين استخلف عثمان: أمرنا خير من بقي ولم نأل (٦).

وقال مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: رأيت عثمان نائما في المسجد، ورداؤه تحت رأسه، فيجيء الرجل فيجلس إليه، ويجيء الرجل فيجلس إليه، كأنه أحدهم (٧)، وشهدته يأمر في خطبته بقتل الكلاب، وذبح الحمام (٨).

وعن حكيم بن عباد قال: أول منكر ظهر بالمدينة طيران الحمام، والرمي - يعني بالبندق - فأمر عثمان رجلا فقصها، وكسر الجلاهقات (٩).


(١) أي: الفتيُّ الشاب القوي.
(٢) أي: واذُلَّاهُ.
(٣) أخرجه ابن عساكر ١٧٩ - ١٨٠، والأقرع مؤذن عمر مجهول وإن وثقه ابن حجر في "التقريب"، فقد تفرد عنه عبد الله بن شقيق، ولم يوثقه سوى العجلي وابن حبان وتوثيقهما شبه لا شيء عند التفرد، كما بيناه في "تحرير أحكام التقريب".
(٤) رواه خالد بن خداش، عن حماد، أخرجه ابن عساكر ١٩٩.
(٥) أخرجه ابن عساكر من طريق الأصمعي، عن ابن أبي الزناد ٢٠٣.
(٦) أخرجه ابن عساكر من طرق عنه ٢٠٦.
(٧) أخرجه ابن عساكر ٢١٨.
(٨) أخرجه ابن عساكر منفصلًا عن الأول، لكن من طريق مبارك، عن الحسن أيضًا ٢٢١ - ٢٢٢.
(٩) الجلاهقات: البندق، ومنه قوس الجلاهق. وأصل اللفظ فارسي. والخبر أخرجه ابن عساكر من طريق عثمان بن حكيم بن عباد، عن أبيه (٢٢١).