في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا، وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة ولا تكسروا - كالمستهزئ - فما زال في موضعه حتى جفت رجلاه وسقط.
٤٤٤ - أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء، الرئيس شهاب الدين ابن السلعوس، التنوخي، الدمشقي، أخو الصاحب شمس الدين.
رجل عاقل دين، ثقيل السمع، محب لسماع الحديث، كثير البر والصدقة، ولي نظر الجامع، ورزق الجاه العريض في دولة أخيه، ثم ذهب ذلك وعاد إلى حاله.
وسمع من ابن عبد الدائم، وبالإسكندرية في تجارته من عثمان بن عوف، سمع منه البرزالي، وتوفي في جمادى الأولى، رحمه الله، ومات كهلاً.
٤٤٥ - أحمد بن المسلم بن محمد بن المسلم، الأجل عز الدين ابن الشيخ شمس الدين ابن علان القيسي الدمشقي.
ولد سنة أربع وعشرين وستمائة، وسمع من القاضي أبي نصر ابن الشيرازي، وشيخ الشيوخ ابن حمويه والسخاوي وإبراهيم ابن الخشوعي، ولم نر له سماعا من ابن الزبيدي ولا ابن اللتي، وحفظ كتاب التنبيه ثم خدم في الجهات، وولي نظر بعلبك مرات، ولهذا زهدت في الأخذ عنه، ومات معزولا لازما لبيته.
توفي في سابع ربيع الأول وشيعه خلق إلى الجبل.
٤٤٦ - إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء، القاضي، الإمام صدر الدين ابن الشيخ محيي الدين البصراوي، الحنفي.
ولد سنة تسع وستمائة ببصرى، ودرس وأفتى، وأعاد بمواضع، وولي قضاء حلب مديدة، ثم عزل، وكان له كفاية بدمشق، ثم إنه قبل موته سافر إلى مصر وتوصل إلى أن حصل تقليدًا بقضاء حلب على مذهب أبي حنيفة، وقدم دمشق فأدركه الموت، وتعجب الناس من حرصه في هذا السن، مع أنه مكفي.