للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما يسمعونه على الدّرجات الخشبيّة، ومن جهاد الخوارج باستحسان الأخبار المهلّبيّة، ومن قتال الكفّار بأنّه فرض كفاية، تقوم به طائفة فيسقط عن الأخرى.

وفيها سار السلطان بجيوشه إلى الكرك فحاصرها، ونصب عليها المجانيق. ثم جاءته الأخبار باجتماع الفرنج، فترك الكرك، وسار إليهم بعد أن كان أشرف على أخذها، فخالفوه في الطريق إلى الكرك، وأتوا إليها بجموعهم. فسار إلى نابلس، ثم إلى دمشق.

وأعطى أخاه نائب مصر الملك العادل سيف الدّين حلب وأعمالها، فإنّه ألحّ عليه في طلبها. فسار إليها، وانتقل منها الملك الظاهر غازي، وقدم على والده. وبعث السلطان ابن عمّه الملك المظفّر تقي الدّين عمر صاحب حماة على نيابة الدّيار المصريّة موضع الملك العادل.

[سنة ثمانين وخمسمائة]

فيها جعل الخليفة الناصر مشهد موسى الكاظم أمنًا لمن لاذ به، فالتجأ إليه خلق، وحصل بذلك مفاسد.

وفي صفر راهن رجل ببغداد على خمسة دنانير أن يندفن من غدوة إلى الظّهر، فدفن وأهيل عليه التراب، ثمّ كشف عنه وقت الظّهر، فوجد ميتًا وقد عضض سواعده لهول ما رأى.

وفيها كتب زين الدّين بن نجيّة الواعظ كتابًا إلى صلاح الدّين يشوّقه إلى مصر ويصف محاسنها، ومواضع أنسها. فكتب إليه السلطان بإنشاء العماد فيما أظنّ: ورد كتاب الفقيه زين الدّين: لا ريب أنّ الشام أفضل، وأجر ساكنه أجزل، وأنّ القلوب إليه أميل، وأنّ زلاله البارد أغلى وأنهل، وأنّ الهواء في صيفه وشتائه أعدل، وأنّ الجمال فيه أجمل وأكمل، وأنّ القلب به أروح، وأنّ الروح به أقبل؛ فدمشق عاشقها مستهام، وما على محبّها ملام. وما في ربوتها ريبة، ولكلّ نور فيها شبيبة، وساجعاتها على منابر الورق خطباء تطرب،

<<  <  ج: ص:  >  >>