فائدة: قال الطحاوي: حدثنا المزني، قال: سمعت الشافعي يقول: دخل ابن عباس على عمرو بن العاص وهو مريض فقال: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت وقد أصلحت من دنياي قليلا، وأفسدت من ديني كثيرا، فلو كان ما أصلحت هو ما أفسدت لفزت، ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت، ولو كان ينجيني أن أهرب هربت، فعظني بموعظة أنتفع بها يا ابن أخي. فقال: هيهات يا أبا عبد الله. فقال: اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك، فخذ مني حتى ترضى.
ولعمرو بن العاص ترجمة طويلة في طبقات ابن سعد ثمان عشرة ورقة.
٥١ - عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد، أبو ثور الزبيدي.
له وفادة على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك وأبلى بلاء حسنا يوم القادسية. وكان فارسا بطلا ضخما عظيما، أجش الصوت، إذا التفت التفت جميعا، وهو أحد الشجعان المذكورين، وارتد عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع وحسن إسلامه.
وقيل: كان يأكل أكل جماعة، أكل مرة عنزا رباعيا وثلاثة آصع ذرة.
وقال جويرية بن أسماء: شهد صفين غير واحد أبناء خمسين ومائة سنة، منهم عمرو بن معدي كرب.
توفي عمرو هذا في إمرة معاوية.
٥٢ - ت: عمير بن سعد بن شهيد بن قيس الأنصاري الأوسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان من زهاد الصحابة وفضلائهم، روى عنه ابنه محمود، وكثير بن مرة، وأبو إدريس الخولاني، وراشد بن سعد، وغيرهم.