للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حماد بن زيد، عن أبي هاشم أن رجلاً جاء إلى عمر بن عبد العزيز، فقال: رأيت النبي في النوم (١)، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، فإذا رجلان يختصمان، وأنت بين يديه جالس، فقال لك: يا عمر إذا عملت فاعمل بعمل هذين، لأبي بكر وعمر، فاستحلفه عمر بالله لرأيت هذا؟ فحلف له، فبكى.

ورويت من وجهٍ آخر، وأن الرائي عمر نفسه.

قال ميمون بن مهران: إن الله كان يتعاهد الناس بنبيٍ بعد نبي، إن الله تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز.

حماد بن سلمة، عن حماد، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف بكى، فقال: يا أبا فلان أتخشى علي؟ قال: كيف حبك للدرهم؟ قال: لا أحبه، قال: لا تخف فإن الله سيعينك.

جرير، عن مغيرة، قال: جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف، فقال: إن رسول الله كانت له فدك ينفق منها، ويعود منها على صغير بني هاشم (٢)، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة سألته أن يجعلها لها، فأبى، فكانت كذلك حياة أبي بكر وعمر، قال: ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمراً منعه رسول الله فاطمة، ليس لي بحقٍ، وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت على عهد رسول الله .

قال عبد الله بن صالح: حدثني الليث قال: فلما ولي عمر بن عبد العزيز بدأ بلحمته، وأهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم، ففزعت بنو أمية إلى عمته فاطمة بنت مروان، فأتته ليلاً، فأنزلها عن دابتها، فلما أخذت مجلسها قال: يا عمة أنت أولى بالكلام فتكلمي، قالت: تكلم يا أمير المؤمنين، قال: إن الله بعث نبيه رحمةً، ثم اختار له ما عنده، فقبضه


(١) قوله: "في النوم" سقط من أ.
(٢) في د: "صغير بني" فسقطت لفظة "هاشم"، وكأن القدسي جعلها "بنيهم"، ثم سرقها منه السراق، وما أثبتناه من النسخ الآخرى، وهو الذي في تاريخ دمشق الذي ينقل منه المصنف ٤٥/ ١٧٨، والذي نقله بدوره من سنن أبي داود (٢٩٧٢)، وهو فيه كما أثبتناه أيضًا.