للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا قوة إلا بالله، قدموا بغلتي.

خالد بن مرداس: حدثنا الحكم بن عمر قال: شهدت عمر بن عبد العزيز حين جاءه أصحاب المراكب يسألونه العلوفة ورزق خدمها، قال: ابعث بها إلى أمصار الشام يبيعونها فيمن يزيد، واجعل أثمانها في مال الله، تكفيني بغلتي هذه الشهباء.

سفيان بن وكيع: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن ذر (١) أن مولى عمر بن عبد العزيز قال له إذ رجع من جنازة سليمان: ما لي أراك مغتماً؟ قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم، ليس أحدٌ من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتبٍ إلي فيه، ولا طالبه مني.

إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قام في الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن، ولا نبي بعد محمد ، ألا وإني لست بقاضٍ، ولكني منفذ، ولست بمبتدع، ولكني متبعٌ، إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالمٍ، ألا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق. رواه معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، وزاد فيه: لست بخيرٍ من أحدٍ منكم، ولكني أثقلكم حملاً.

أيوب بن سويد الرملي: حدثنا يونس، عن الزهري قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد الله، يكتب إليه بسيرة عمر بن الخطاب في الصدقات، فكتب إليه بالذي سأل، وكتب إليه: إنك إن عملت بمثل عمل عمر في زمانه ورجاله في مثل زمانك ورجالك، كنت عند الله خيراً من عمر (٢).


(١) في د: "عمرو بن زاذان" وهو تحريف، وما أثبتناه من النسخ الأخرى، وهو الذي في السير ٥/ ١٢٧، وتاريخ دمشق لابن عساكر الذي ينقل منه المصنف ٤٥/ ١٦٨، وعمر ابن ذر من شيوخ سفيان بن عيينة كما في تهذيب الكمال ٢١/ ٣٣٥.
(٢) قال المصنف في السير ٥/ ١٢٧ تعقيبًا على هذا الخبر: هذا كلام عجيب، أنى يكون خيرًا من عمر؟ حاشى وكلا، ولكن هذا اِلقول محمول على المبالغة، وأين عزُّ الدين بإسلام عمر؟ وأين شهوده بدرًا؟ وأين فَرَق الشيطان من عمر؟ وأين فتوحات عمر شرقًا وغربًا؟ وقد جعل الله لكل شيء قدرًا.