وهي مرسية، وبلنسية، وجيان، فأكرمهم وفرح بمحبتهم، وتزوج بأختهم، وصاروا من حزبه.
٢٧٠ - محمد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس، أبو بكر العبدري، القرطبي الأديب.
روى عن أبي محمد بن عتاب، وأبي الوليد بن رشد، وأبي بحر الأسدي، وابن مغيث، وجماعة.
قال الأبار: كان متقدمًا في علم اللسان، متصرفًا في غيره من الفنون، حافظًا، حافلًا، شاعر، مجودًا. نزل مراكش، وأقرأ بها العربية، والآداب، وشرح الجمل للزجاجي. حدث عنه يعيش بن القديم. وتوفي بمراكش عن إقلاع وإنابة.
٢٧١ - محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن الفرج بن خلف، الإمام أبو عبد الله ابن الفرس الأنصاري، الخزرجي، الغرناطي.
سمع أباه أبا القاسم وأخذ عنه القراءات، وتفقه عليه. وسمع أبا بكر بن عطية، وأبا الحسن بن الباذش. ورحل إلى قرطبة فسمع أبا محمد بن عتاب، وأبا بحر، وابن رشد، وابن مغيث، وطائفة. وتفقه ببعضهم؛ وأخذ القراءات بقرطبة. وعدد شيوخه خمسة وثمانون.
قال الأبار: كان عالمًا، حافلًا، راوية، مكثرًا متحققًا بالقراءات والفقه، وله مشاركة في الحديث والأصول مع البصر بالفتوى. نزل مرسية، وولي خطة الشورى، ثم ولي قضاء بلنسية، ثم استعفى منه، وكان في وقته أحد حفاظ الأندلس في المسائل مع المعرفة بالآداب. وكانت أصوله أعلاقًا نفيسة لا نظير لها، جمع منها كثيرًا وكتب بخطه أكثرها.
قال التجيبي: ذكر لي من فضله ما أزعجني إليه، فلقيت عالمًا كبيرًا، ووجدت عنده جماعة وافرة من شرق الأندلس وغربها، يأخذون عنه الفقه، والحديث، والقراءات، أفرادًا وجمعًا. وحكى أنه قرأ عليه بها وبرواية يعقوب، واستظهر عليه التيسير