، وجعله من أكبر قواده، ثم سمه بعد ابن كلس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلس عن نفسه بخمسمائة ألف دينار.
[سنة ثمان وستين وثلاثمائة]
فيها أمر الطائع لله بأن يضرب على باب عضد الدولة الدبادب في وقت الصبح والمغرب والعشاء، وأن يخطب له على منابر الحضرة.
قال ابن الجوزي: وهذان أمران لم يكونا لمن قبله، ولا أطلقا لولاة العهود. وقد كان معز الدولة، أحب أن تضرب له الدبادب بمدينة السلام وسأل المطيع لله ذلك، فلم يأذن له.
قلت: وما ذاك إلا لضعف أمر الخلافة.
وفيها توثب على دمشق قسام كما هو مذكور في ترجمته في سنة ست وسبعين.
[سنة تسع وستين وثلاثمائة]
في صفر قبض عضد الدولة على قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، فأنفذه إلى القلعة بفارس، وقلد أبا سعد بشر بن الحسين القضاء.
وفي شعبان ورد رسول العزيز صاحب مصر إلى عضد الدولة بكتاب، وما زال يبعث إليه رسالة بعد رسالة، فأجابه بما مضمونه صدق الطوية وحسن النية.
وسأل عضد الدولة الطائع أن يزيد في لقبه تاج الملة ويجدد الخلع عليه ويلبسه التاج، فأجابه، وجلس الطائع على السرير وحوله مائة بالسيوف والزينة، وبين يديه مصحف عثمان، وعلى كتفه البردة، وبيده القضيب، وهو متقلد سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وضربت ستارة بعثها عضد الدولة، وسأل أن تكون حجابا للطائع، حتى لا تقع عليه عين أحد من الجند قبله، ودخل الأتراك والديلم، وليس مع أحد منهم حديد، ووقف الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين، ثم أذن لعضد الدولة فدخل، ثم رفعت الستارة، وقبل عضد الدولة الأرض، فارتاع زياد القائد لذلك، وقال بالفارسية: ما