وكان شيخًا جليلاً، فاضلاً، أبيض اللحية، حسن البزة، رأيته يحدث غير مرة عند البرادة ووقفت عليه مرة في سنة ست وثمانين فسمعت القارئ يقول له: أخبرك في تاريخ كذا فلان، فحسبت فإذا لسماعه ثمانون سنة. فلبثت سويعة، فقرأ عليه حديث العابد والرمانة وحديث المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، فحفظتهما من ذلك الوقت.
ورأيته أيضًا في ديوان الظلم بدار الطعم، ثم عزل قبل موته بسنتين أو ثلاثة إلى أن مات. ومع هذا فكان صاحب عبادة ودين.
وأجاز له: محمد بن علي القبيطي وأحمد بن الحسن العاقولي وابن الأخضر وعبد العزيز بن منينا وغيرهم.
وكناه بعضهم أبا العز وتوفي في الثامن والعشرين من ذي القعدة. وكان له مكان كيس على نهر يزيد وقفه زاوية.
وكان قد سمع كتاب تاريخ بغداد للخطيب، من الكندي في سنة سبع وستمائة، سمعه منه: المزي. تفرد به وبشيء كثير وانقطع بموته إسناد عال.
٦٨١ - أبو بكر بن عباس بن عريب، زين الدين الدمشقي.
حدث بالقاهرة عن: ابن صباح وابن الزبيدي ومات في رمضان.
٦٨٢ - أبو بكر، الشيخ اليعفوري.
شيخ له حال وأصحاب ومولهون. رأيته مرة.
وتوفي بقرية يعفور، صلي عليه صلاة الغائب بجامع دمشق في شوال وعلى البرهان الهروي شيخ الصوفية الذين بالقدس.
وفيها ولد:
الخطيب زين الدين عبد الرحيم بن محمد بن جماعة الكناني وسراج الدين عبد اللطيف بن أحمد ابن الكويك الشافعي ومحمد ابن التقي حمزة ابن المجدلي وتقي الدين محمد بن محمد بن أبي الحسن البعلي.