أمرهم بالغرب، منتشرا انتشارا يمنع من أن يُدلَّس على أحد كَذِبُهُم، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم، وأن هذا الناجم بمصر هو وسبيله كفار وفُساق فُجار زنادقة، ولمذهب الثنوية والمَجُوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية، وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
وكتب خلق كثير في المحضر منهم الشريف الرضي، والمرتضى أخوه، وابن الأزرق الموسوي، ومحمد بن محمد بن عمر بن أبي يَعْلَى العلويون، والقاضي أبو محمد عبيد الله ابن الأكفانيّ، والقاضي أبو القاسم الجزري، والإمام أبو حامد الإسفراييني، والفقيه أبو محمد الكُشفليّ (١)، والفقيه أبو الحسين القدوريّ الحنفيّ، والفقيه أبو علي بن حَمَكَان، وأبو القاسم بن المحسن التنوخيّ، والقاضي أبو عبد الله الصَيْمُريّ.
وفيها فرق فخر المُلْك الوزير أموالا عظيمة في وجوه البر، وبالغ في ذلك حتى كثر الدعاء له ببغداد، وأقام دارا هائلة أنفق عليها أموالا طائلة.
وفيها ورد كتاب يمين الدولة أبي القاسم محمود بن سُبكْتكين إلى القادر بالله بأنه غزا قوما من الكُفار، وقطع إليهم مفازة، وأصابه عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضّل الله عليهم بمطر عظيم رواهم، ووصلوا إلى الكفّار، وهم خلق ومعهم ستّمائة فيل، فنصر عليهم وغنم وعاد.
(١) منسوب إلى كَشفل من قرى آمُل طبرستان على ما قرره السمعاني في "الأنساب" وتابعه ابن الأثير في اللباب، وقد ترجمه الخطيب فى تاريخه وكناه: أبا عبد الله، قال: الحُسين ابن محمد، أبو عبد الله الطبري المعروف بالكَشْفَلي، كان من فقهاء الشافعيين. درس على أبي القاسم الدراكي، ودَرَّس في مسجد عبد الله بن المبارك بعد موت أبي حامد الإسفراييني، وكان فهمًا فاضلًا، صالحًا متقللًا زاهدًا، ومات في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وأربع مئة، ودفن في مقبرة باب حرب (٨/ ٦٧٨). ونقل السمعاني هذه الترجمة في أنسابه وقال: وزرت قبره ببغداد. وترجمه ابن الجوزي في المنتظم (٨/ ١٣ - ١٤) بمثل ترجمة الخطيب وزاد عليها حكاية، ومن عجب أنه كناه أبا عبد الله أيضًا مع أنه حينما ذكر المحضر (٧/ ٢٥٦) كناه أبا محمد ومنه نقل الذهبي. كما ترجمه السبكي في طبقاته ٤/ ٣٧٢ - ٣٧٤ وقبله الشيرازي في طبقاته ١٠٥، وذكره ابن كثير في البداية ١٢/ ١٩. وإنما ذكرنا كل ذلك للاختلاف في كنيته، ولأن المؤلف الذهبي لم يترجم له في تاريخ الإسلام.