ورفعت خوفكم، وكنتم قليلًا فكثركم، ومستضعفين فقواكم، ومستذلين فنصركم، ولاه الله أيامًا ضربت الفتنة سرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم شعل النفاق حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستبدلتم من الشدة بالرخاء. فناشدتكم الله ألم تكن الدماء مسفوكة فحقنها، والسبل مخوفة فأمنها، والأموال منتهبة فأحرزها، والبلاد خرابًا فعمّرها، والثغور مهتضمة فحماها ونصرها؟ فاذكروا آلاء الله عليكم. وذكر كلامًا طويلًا وشعرًا، فقطب العلج وصلب، وتعجب الأمير عبد الرحمن منه، وولاّه خطابة الزهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يحفظ له قضية جور، وقد استعفى غير مرّة فلم يعف (١).
(١) انظر تاريخ ابن الفرضي (١٤٥٤)، ومعجم الأدباء ٦/ ٢٧١٧ - ٢٧٢٢.