للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جزء، وتفسير كتاب الشهاب باللسان الأصبهاني، وكتاب التذكرة نحو ثلاثين جزءًا، وقد تقدمت أماليه.

قال الحافظ ابن ناصر: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد ابن أخي الحافظ إسماعيل، قال: حدثني أحمد الأسواري الذي تولى غسل عمي، وكان ثقة، أنه أراد أن ينحي عن سوأته الخرقة لأجل الغسل، فجبذها إسماعيل من يده، وغطى بها فرجه، فقال الغاسل: أحياة بعد موت (١)؟

وقال ابن السمعاني (٢): هو أستاذي في الحديث، وعنه أخذت هذا القدر، وهو إمام في التفسير، والحديث، واللغة، والأدب، عارف بالمتون والأسانيد، وكنت إذا سألته عن الغوامض والمشكلات أجاب في الحال بجوابٍ شافٍ، سمع الكثير ونسخ، ووهب أكثر أصوله في آخر عمره، وأملى بجامع أصبهان قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس، وسمعته يقول: والدك ما كان يترك مجلس إملائي، وكان والدي يقول: ما رأيت بالعراق ممن يعرف الحديث ويفهمه غير اثنين: إسماعيل الجوزي بأصبهان، والمؤتمن الساجي ببغداد.

قال أبو سعد: استفدت منه الكثير، وتتلمذت له، وسألته عن أحوال جماعة، وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه، وقال: رأيته وقد ضعف وساء حفظه.

وأثنى عليه أبو زكريا ابن مندة في تاريخ أصبهان.

وذكره محمد بن عبد الواحد الدقاق فقال: عديم النظير، لا مثل له في وقته، كان والده ممن يضرب به المثل في الصلاح والرشاد.

وقال السلفي: كان فاضلًا في العربية ومعرفة الرجال، سمعت أبا عامر العبدري يقول: ما رأيت شابًا ولا شيخًا قط مثل إسماعيل، ذاكرته فرأيته حافظًا للحديث، عارفًا بكل علم، متفننًا، استعجل علينا بالخروج، وسمعت أبا الحسين ابن الطيوري يقول غير مرة: ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد، .


(١) ينظر المنتظم ١٠/ ٩٠.
(٢) في ذيل التاريخ، كما يدل عليه مختصره، الورقة ١٤٢. وبعضه في "الجوزي" من الأنساب.