فقيهٌ زاهد، مجرد، ماهرٌ بالعربية، محققٌ لها، سكن دمشق، وتصدر للإشغال بالناصرية، وبمقصورة الحنفيّة الشرقية التي فيها الفقراء. وتزوج ببنت إمامها زين الدّين إبراهيم ابن السديد الحنفيّ. وكان مع دينه متواضعاً، حسن العشرة، تخرج به جماعة، ومات في شوال.
وخلف ولدين في كفالة جدهما. وتأسف جدهما عليه، وكان محبا له، فقال البدر يوسف بن لؤلؤ الحنفيّ:
عزاؤك زين الدّين في الذاهب الذي بكته بنو الآداب مثنى وموحدا هم فارقوا منه الخليل بن أحمد وأنت ففارقت الخليل وأحمدا وقد رثاه نجم الدّين بن إسرائيل بقصيدة نيفٍ وثلاثين بيتاً، رحمه الله، وعاشت بنته أسماء إلى سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وروت عن ابن عبد الدائم.
١٢٢ - أحمد بن سلامة بن ريحان الموصلي، ثم الصالحي.
روى عن جعفر الهمداني، وهو والد الشيخ محمد القفاص، وزوج شيختنا زينب بنت شكر.
١٢٣ - أحمد بن عبد الله بن شعيب بن محمد بن عبد الله، الإمام، جمال الدّين، أبو العباس التميمي، الصقلي الأصل، الدّمشقيّ، المقرئ، الذهبي، الكتبي.
ولد سنة تسعين وخمسمائة. وقرأ القراءات على السخاوي، ولزمه مدة طويلة. وكان قارئ مجلسه، وقد سمع من أبي محمد القاسم ابن عساكر، وأبي اليمن الكندي، وأبي الفتوح البكري، وأبي الفضل الهمذاني، وكان إماماً فاضلاً فصيحاً، أديباً، لغوياً، شاعراً، حسن المشاركة، سمع الناس بقراءته كثيراً، وصحب أبا عمرو ابن الصلاح مدةً.