وآخر شيء توجّهت أمّ المستنصر وبناته إلى بغداد خوفاً من أن يمتن جوعاً، وكان ذلك في سنة ستين وأربع مائة. ولم يزل هذا الغلاء حتّى تحرّك الأمير بدر الجمالي والد الأفضل أمير الجيوش من عكا، وركب في البحرّ - حسبما ذكر في ترجمة الأفضل شاهنشاه - وجاء إلى مصر وتولى تدبير الأمور، وشرع الأمر في الصلاح.
توفّي المستنصر في ذي الحجّة. وفي دولته كان الرفض والسّب فاشياً مجهوراً، والسّنة والإسلام غريباً مستوراً، فسبحان الحكيم الخبير الذي يفعل في ملكه ما يشاء.
وقام بعده ابنه المستعلي أحمد، أقامه أمير الجيوش بدر، واستقامت الأحوال، فخرج أخوه نزار من مصر خفية، فصار إلى نصر الدّولة أمير الإسكندريّة، فأعانه ودعا إليه، فتمت بين أمير الجيوش وبينهم حروب وأمور، إلى أن ظفر بهم.
٢٤٧ - هبة الله بن علي بن عراك بن أبي اللّيث، أبو القاسم الأندلسي المقرئ نزيل تستر. قرأ بمصر، والشام، والعراق القراءات، فقرأ على الأهوازي بدمشق، وعلى أبي الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني ببغداد.
قرأ عليه القراءات في هذه السّنة بتستر: أبو سعد محمد بن عبد الجبّار الفارسي.
٢٤٨ - واضح بن محمد بن عمر بن واضح بن أبرويه الصّوفي الأصبهاني.
مات في ذي القعدة.
٢٤٩ - يحيى بن الحسين بن شراعة، أبو الحسين التمّيمي الهمذاني المؤذّن.
روى عن أبي طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وغيرهما. وعنه شيرويه، وقال: صدوق.