للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عامر، وعلى أبي عبد الله المجاهدي. وسمع بمصر من أبي مسلم الكاتب.

وقال عبد الغافر الفارسي (١): كان ثقة جوّالًا إمامًا في القراءات، أوحد في طريقته. وكان الشيوخ يعظمونه، وكان لا يسكن الخوانق، بل يأوي إلى مسجد خراب، فإذا عُرف مكانه تركه. وكان لا يأخذ من أحد شيئًا، فإذا فتح عليه بشيء آثر به غيره.

وقال يحيى بن مَنده: قرأ عليه القرآن جماعة، وخرج من عندنا إلى كرْمان فحدث بها، ومات بها في بلد أوشير في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين. قال: وبلغني أنه ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. ثقة، ورع، متديّن، عارف بالقراءات والروايات، عالم بالأدب والنحو. وهو أكبر من أن يدُل عليه مثلي، وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم. وكان مهيبًا، منظورًا، فصيحًا، حسن الطريقة، كبير الوزن.

قلت: وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابي؛ وبسامرّاء من ابن يوسف الرفاء راوي الموطأ، عن الهاشمي، عن أبي مصعب.

قال السلفي: سمعت أبا البركات عبد السلام بن عبد الخالق بن سلمة الشيرازي بمَرَند يقول: اقتدى أبو الفضل الرازي في الطريقة بالسيرواني شيخ الحرم، وحدث عنه وصاحبه، وصحب السيرواني أبا محمد المرتعِش، وصحب المرتعش الجُنيد، وهو صحب السري السقطي، وهو معروفًا، وهو داود الطائي، وهو حبيبًا العجمي.

وقال ابن عساكر (٢): أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفّر من الكرخ، قال: أنشدني الإمام أبو الفضل الرازي لنفسه:

أخي إن صرف الحادثات عجيب … ومن أيقظته الواعظات لبيب

وإن الليالي مفنيات نفوسنا … وكل عليه للفناء رقيب

أيا نفس صبرا فاصطبارك راحة … لكل امرئ منها أخي نصيب

وضمنه:


(١) في السياق، كما في منتخبه (١٠١٤).
(٢) تاريخ دمشق ٣٤/ ١١٩.