قرأ أيوب القراءات على السخاوي وغيره، وسمع من داود بن ملاعب، والشيخ أبي الفتوح البكري، وعبد الله بن عمر قاضي اليمن، وجماعة.
وكتب الأجزاء. وأكثر عن الضياء المقدسيّ، والسخاوي، وهؤلاء، وأجزاؤه موقوفة بدار الحديث الأشرفية، وكتابته معروفة.
وقد حدث وأقرأ، ومات بدمشق في شعبان، وأضر بأخرة. وكان صوفياً، وإمام مسجدٍ. غوي بكتب ابن العربي، وكتب كثيراً منها، نسأل الله السلامة.
١٥٨ - بركة بن توشي بن جنكزخان، المغلي، ملك القفجاق، وصحراء سوداق.
وهي مملكة متسعة مسيرة أربعة أشهر، وأكثرها براري ومروج، وبينها وبين أذربيجان باب الحديد في الدربند المعروف. وهو بابٌ عظيم مغلوقٌ بين المملكتين مسلَّم إلى أمير كبير.
وبركة هو ابن عم هولاكو. توفي في هذه السنة، وكان قد أسلم، وكاتب الملك الظاهر، وبعث رسوله في البحر فسار إلى أن وصل إلى الإسكندرية وطلع منها.
تملك بعده منكوتمر بن طغان بن سرطق بن توشي بن جنكزخان، فجمع عساكره، وبعثها مع مقدم لقصد أبغا، فجمع أبغا جيشه أيضاً، وسار إلى أن نزل على نهر كور، وأحضر المراكب والسلاسل، وعمل جسرين على النهر ثم عدى إلى جهة منكوتمر، وسار حتى نزل على النهر الأبيض. فعدّى منكوتمر، وساق إلى النهر الأبيض، ونزل من جانبه الشرقي، ونزل أبغا في الجانب الغربي، ثم لبسوا السلاح وتراسلوا، ثم بعد ثلاث ساعات حرك أبغا كوساته، وقطع النهر، وحمل على منكوتمر فكسره، وساق وراءه، والسّيف يعمل في عسكر منكوتمر. ثم تناخى عسكر منكوتمر، ورجعوا عليهم فثبت أبغا في عسكره، ودام الحرب إلى العشاء الآخرة، ثم انهزم منكوتمر، واستظهر أبغا، وغنم جيشه شيئاً كثيراً، وعدّى على الجسورة المنصوبة، ونزل على نهر كور. ثم جمع كبراء دولته، وشاورهم في عمل سورٍ من خشب على هذا النهر، فأشاروا بذلك، فقام وقاس