وقال محمد بن ميمون المكي: حدثنا ابن عيينة قال: مررت على الزهري وهو جالس عند باب الصفا فجلست بين يديه، فقال: يا صبي، قرأت القرآن؟ قلت: بلى. قال: تعلمت الفرائض؟ قلت: بلى. قال: كتبت الحديث؟ قلت: بلى. وقلت: أبو إسحاق الهمداني. قال: أبو إسحاق أستاذ أستاذ.
وقال عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا عبيد الله بن عمرو (١) قال: كتب إلي زيد بن أبي أنيسة: اجمع لي أحاديث الزهري.
معمر: أخبرنا صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي ﷺ، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة، فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت.
وروى يونس عن الزهري قال: العلم واد، فإذا هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه.
وعن الزهري قال: كنا نأتي العالم فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من علمه.
وقال ابن عيينة: قال الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه السلطان، فكرهنا أن نمنعه الناس.
وروى معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم.
وقال الليث: قال ابن شهاب: ما صبر أحد للعلم صبري، وما نشره أحد نشري، فأما عروة فبئر لا تكدرها الدلاء، وأما سعيد فانتصب للناس فذهب اسمه كل مذهب.
وروى سفيان عن الزهري قال: كنت عند الوليد، فتلا: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور]، فقال: نزلت في علي. قلت: أصلح الله الأمير، ليس كذا؛ فأخبرني عروة عن عائشة أنها نزلت في عبد الله بن أبي المنافق.
أخبرونا عن اللبان قال: أخبرنا أبو علي قال: حدثنا أبو نعيم