للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذكرات كما تدلُّ النقولُ الكثيرة التي نقلها الذهبي عنه، وهو الذي يفسِّرُ شدةَ اهتمام الذهبي به، لأن جميع النقول تروي أحداثًا ساهم فيها سعد الدين، وهو من بيت أمراء اشتهروا بمشاركتهم السياسية في أواخر الدولة الأيوبية. وقد بَيِّنت النصوصُ التي نقلها الذهبي من "جريدته" أنه كان مرافقًا للملك المظفر غازي الأيوبي صاحب ميافارقين، فكان بها سنة ٦٣٧ هـ (١)، وكان حاضرًا في القصر عند ورود رُسُلِ المغول إلى ميافارقين سنة ٦٤٢ هـ (٢)، وظل هناك إلى سنة ٦٤٤ هـ حيث ترك خدمة الملك المظفر وتوجه إلى مصر (٣) وشارك في حرب طبرية وعسقلان ضد الصليبيين سنة ٦٤٥ هـ (٤)، وكان حاضرًا في مدينة المنصورة عندما انتصر المسلمون عليهم سنة ٦٤٨ هـ (٥)، واعتزل الحياة السياسية سنة ٦٥٦ هـ (٦) وتصوف إلى حين وفاته بدمشق سنة ٦٧٤ هـ (٧).

وقد نقل الذهبي عن هذا المؤلف السياسي العسكري المعاصر أنقى الأخبار مما لا نجده في غيره من الكتب.

واعتمد في أخبار المغرب، ولا سيما عن الموحدين من بني عبد المؤمن على مصدرين معاصرين: أولهما تاج الدين عبد الله بن عمر بن حموية، والد سعد الدين المذكور قبل قليل. وكان تاج الدين شيخ الشيوخ بدمشق وقد زار المغرب سنة ٥٩٣ هـ. وعاش في بلاط ملك مراكش يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، وكان على صلة قوية به، وظل هناك إلى سنة ٦٠٠ هـ (٨)، فاتصل بالأحداث اتصالًا مباشرًا، وقدم معلومات نفيسة عُني الذهبيُّ بنقلها (٩). وأما الثاني فهو أبو محمد عبد الواحد بن علي المراكشي المتوفى سنة ٦٤٧ هـ، وكان


(١) الورقة ٢٥٤ (أيا صوفيا ٣٠١٢).
(٢) الورقة ٢٥٦ من النسخة السابقة.
(٣) الورقة ٢٦٠ من النسخة السابقة.
(٤) الورقة ٢٦١ من النسخة السابقة.
(٥) الورقة ٢٦٦ من النسخة السابقة.
(٦) الورقة ٢١١ (أيا صوفيا ٣٠١٣).
(٧) الورقة ٢٢ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٨) انظر سبط ابن الجوزي: مرآة، مختصر، ج ٨ ص ٧٤٨، والمَقَّري: نفح الطيب، ج ٢ ص ٧٠٧.
(٩) انظر مثلًا: الورقة ٨٥، ٨٦، ٨٧ … إلخ (أيا صوفيا ٣٠١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>