ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود، عن عروة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن نبيح الهذلي ثم اللحياني، ليقتله وهو بعرنة وادي مكة.
وقال محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن عبد الله بن أنيس، عن أبيه قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه بلغني أن ابن نبيح الهذلي يجمع الناس ليغزوني وهو بنخلة أو بعرنة، فأته فاقتله. قلت: يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه. قال: آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة. فخرجت متوشحا سيفي، حتى دفعت إليه في ظعن يرتاد لهن منزلا وقت العصر. فلما رأيته وجدت له ما وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القشعريرة. فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي إيماء. فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاء لذلك. قال: أجل نحن في ذلك. فمشيت معه حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف فقتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه.
فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أفلح الوجه. قلت: قد قتلته يا رسول الله. قال: صدقت. ثم قام بي فدخل بي بيته فأعطاني عصا، فقال: أمسك هذه عندك. فخرجت بها على الناس. فقالوا: ما هذه العصا؟ فقلت: أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرني أن أمسكها عندي. قالوا: أفلا ترجع فتسأله فرجعت فسألته: لم أعطيتنيها يا رسول الله؟ قال: آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ. قال: فقرنها