وقال أحمد بن كامل: سنة خمس وسبعين توفي أبو عبد الله غلام خليل في رجب، وحمل في تابوت إلى البصرة. وغلقت أسواق مدينة السلام، وخرج الرجال والنساء والصبيان لحضور جنازته والصلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبة.
قال: وكان فصيحاً يعرب الكلام، ويحفظ علماً عظيماً، ويخضب بالحناء، ويقتات بالباقلاء صرفاً رحمه الله.
وقال ابن عدي: سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول: قلت لغلام خليل: هذه الأحاديث التي ترويها؟ قال: وضعناها لترقق القلوب.
وفي تاريخ بغداد أن أبا جعفر الشعيري قال: قلت لغلام خليل لما روى عن بكر بن عيسى، عن أبي عوانة: يا أبا عبد الله هذا قديم الوفاة لم تلحقه. ففكر؛ وخفت أنا، فقلت: كأنك سمعت من رجل بهذا الاسم عنه؟ فسكت وافترقنا؛ فلما كان من الغد لقيته، فقال لي: إني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة، يقال له: بكر بن عيسى، فوجدتهم ستين رجلاً.
٦١ - أحمد بن محمد بن عمار بن نصير السلمي الدمشقي
عن: عمه هشام بن عمار، وإبراهيم بن هشام الغساني، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي. وعنه: أبو الميمون بن راشد، وغيره.
توفي سنة ثمان وسبعين.
٦٢ - أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر. القاضي أبو العباس البرتي الحنفي الفقيه الحافظ الحجة.
ولد قبل المائتين، وسمع: أبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا حذيفة النهدي، وأبا الوليد، والقعنبي، وعاصم بن علي، وأبا عمر الحوضي، وطبقتهم. وأخذ الفقه عن: أبي سليمان الجوزجاني الفقيه صاحب محمد بن الحسن. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وطائفة.