للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه مثل أبي زرعة، وأبي حاتم، ومسلم. ومنهم من حكاه عنه. فالله يرحمه، فإنه الذي أصل الأصول.

وذكر الحكم أبو أحمد كلامًا سوى هذا.

فصل: في ديانته وصلاحه

قال مسبح بن سعيد: كان البخاري يختم في رمضان كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاثة ليال بختمة.

وقال بكر بن منير: سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.

قلت: يشهد لهذه المقالة كلامه، ، في التجريح والتضعيف، فإنه أبلغ منا. يقول في الرجل المتروك أو الساقط: فيه نظر أو سكتوا عنه، ولا يكاد يقول: فلان كذاب، ولا فلان يضع الحديث. وهذا من شدة ورعه.

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.

قال: وكان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة، وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت: أراك تحمل على نفسك فلو توقظني. قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك (١).

وقال غنجار: سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد المقرئ يقول: سمعت بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة قال: انظروا أيش آذاني.

وقال محمد بن أبي حاتم: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان، فلما صلى بهم الظهر قام يتطوع. فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت القميص شيئًا؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعًا، وقد تورم من ذلك جسده، فقال له بعض القوم: كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك؟ قال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها.

وقال محمد بن أبي حاتم: رأيت أبا عبد الله استلقى على قفاه يومًا ونحن بفربر في تصنيف كتاب التفسير وأتعب نفسه يومئذ، فقلت له: إني أراك


(١) تقدم هذا القول.