قال يحيى بن سليم الطّائفيّ، وداود العطّار وهذا لفظه: حدثنا ابن خثيم، عن أبي الزّبير المكيّ، عن جابر بن عبد الله، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاجّ في منازلهم في المواسم: مجنّة، وعكاظ، ومنى، يقول: من يؤويني وينصرني حتى أبلغّ رسالات ربّي وله الجنّة؟ فلا يجد، حتى إنّ الرجل يرحل صاحبه من مضر أو اليمن، فيأتيه قومه أو ذو رحمه يقولون: احذر فتى قريش لا يفتنك، يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل، يشيرون إليه بأصابعهم، حتّى بعثنا الله له من يثرب، فيأتيه الرجل منّا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من يثرب إلاّ وفيها رهط يظهرون الإسلام، ثم ائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منّا، فقلنا: حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف في جبال مكة ويخاف، فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم، فواعدنا شعب العقبة، فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين، حتى توافينا عنده، فقلنا يا رسول الله: علام نبايعك؟ قال: على السمع والطاعة في النّشاط والكسل، وعلى النّفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله، لا تأخذكم فيه لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنّة فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر السبعين، إلاّ أنا، فقال: رويدا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطيّ إلاّ ونحن نعلم أنّه رسول الله، إنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافّة، وقتل خياركم، وأن تعضّكم السيوف، فإمّا أنتم قوم تصبرون على عضّ السيوف إذا مسّتكم، وعلى قتل خياركم، وعلى مفارقة العرب كافّة، فخذوه وأجركم