٢٠٣ - أحمد بن إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنيمة، الإمام، المقرئ، الواعظ، المفسر، الخطيب، شيخ المشايخ عز الدين، أبو العباس ابن الإمام الزاهد أبي محمد المصطفوي، الفاروثي، الواسطي، الشافعي، الصوفي.
ولد بواسط في السادس والعشرين من ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة، وقرأ القراءات على والده وعلى الحسين بن أبي الحسن بن ثابت الطيبي، عن أبي بكر ابن الباقلاني. وقدم بغداد سنة تسع وعشرين، وسمع من عمر بن كرم الدينوري، والشيخ شهاب الدين عمر السهروردي ولبس منه خرقة التصوف، وأبي الحسن القطيعي، وأبي علي الحسن ابن الزبيدي، وأبي المنجى ابن اللتي، وأبي صالح الجيلي، وأبي الفضائل عبد الرزاق ابن سكينة، والأنجب ابن أبي السعادات، وأبي الحسن بن روزبة، والحسين بن علي ابن رئيس الرؤساء، وعلي بن كبة، وأبي بكر بن بهروز، وسعيد بن ياسين، وأبي بكر ابن الخازن، وأبي طالب ابن القبيطي وطائفة سواهم. وسمع بواسط من أبي العباس أحمد بن أبي الفتح ابن المندائي والمرجى بن شقيرة. وسمع بأصبهان من الحسين بن محمود الصالحاني صاحب أبي جعفر الصيدلاني وغيره. وسمع بدمشق من التقي إسماعيل بن أبي اليسر، وجماعة.
وروى الكثير بالحرمين، والعراق، ودمشق، وسمع منه خلق كثير، منهم: أبو محمد البرزالي، فسمع منه بقراءته وقراءة غيره صحيح البخاري وكتابي عبد والدارمي، وجامع الترمذي، ومسند الشافعي، ومعجم الطبراني وسنن ابن ماجه، والمستنير لابن سوار، والمغازي لابن عقبة، وفضائل القرآن لأبي عبيد، ونحوًا من ثمانين جزءًا. ولبس منه الخرقة خلق. وقرأ عليه القراءات جماعة، منهم: الشيخ جمال الدين إبراهيم البدوي، والشيخ أحمد الحراني، والشيخ شمس الدين الأعرج وشمس الدين بن غدير.
وكان فقيهًا، سلفيًا، مفتيًا، مدرسًا، عارفًا بالقراءات ووجوهها وبعض عللها، خطيبًا واعظًا، عابدًا، صوفيًا، صاحب أوراد وأخلاق وكرم وإيثار