٢٠٢ - أحمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد، الإمام، العلامة، أقضى القضاة، خطيب الشام، شرف الدين أبو العباس النابلسي، المقدسي، الشافعي، بقية الأعلام.
كان إمامًا، فقيهًا، محققًا، متقنًا للمذهب والأصول والعربية والنظر، حاد الذهن، سريع الفهم، بديع الكتابة، إمامًا في تحرير الخط المنسوب، درس بالشامية الكبرى، وناب في الحكم عن ابن الخويي، وكان من طبقته في الفضائل. وولي دار الحديث النورية. ثم ولي الخطابة. ثم مات حميدًا، فقيدًا، سعيدًا.
ولد سنة اثنتين وعشرين وستمائة ظنًا بالقدس إذ أبوه خطيبها. وأجاز له الفتح ابن عبد السلام. وأبو علي ابن الجواليقي، وأبو حفص السهروردي، وأبو الفضل الداهري. وسمع من السخاوي، وابن الصلاح، وعتيق السلماني، والتاج القرطبي، وطبقتهم. وكان له حلقة إشغال وفتوى عند باب الغزالية، تخرج به جماعة من الأئمة، وانتهت إليه رياسة المذهب بعد الشيخ تاج الدين. وأذن لجماعة في الفتوى. وصنف كتابًا في أصول الفقه، جمع فيه بين طريقتي الفخر الرازي والسيف الآمدي.
وكان متواضعًا، متنسكًا، كيسا، حسن الأخلاق، لطيف الشمائل، طويل الروح على التعليم. وكان ينشيء الخطب ويخطب بها، وتفقه على الشيخ عز الدين ابن عبد السلام بالقاهرة. وجالس أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله وأقرأه العلم والأدب مدة. وكان متين الديانة، حسن الاعتقاد، سلفي النحلة، ذكر لنا الشيخ تقي الدين ابن تيمية أنه قال قبل موته بثلاثة أيام: اشهدوا أني على عقيدة أحمد بن حنبل.
قرأت عليه أربعين حديثًا من مروياته. وتوفي في رمضان عن نيف وسبعين سنة.