٥٢ - ع: أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، الفقيه أبو مصعب الزهري العوفي، المدني قاضي المدينة.
ولد سنة خمسين ومائة، ولزم مالكا وتفقه عليه، وسمع منه الموطأ، وسمع من العطاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة. وعنه الجماعة، لكن النسائي بواسطة، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، ومطين، وخلق؛ آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
ذكره الزبير بن بكار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافع.
توفي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي قال: أتى قوم أبا مصعب الزهري فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجلا يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلامُ خبيثٍ نبطيٍّ.
وقال أبو محمد بن حزم: آخر ما روي عن مالك موطأ أبي مصعب وموطأ أبي حذافة. وفي هذين الموطأين على سائر الموطآت نحو من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روي عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد في الموطأ أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثم أثبتها. وهكذا تكون العلماء رحمهم الله.
قلت: أما أبو حذافة فهو أحمد بن إسماعيل السهمي المدني، سيأتي في الطبقة الآتية. وقد سمعت موطأ أبي مصعب على ابن عساكر بإجازته من المؤيد، وبين المؤيد، وبين أبي مصعب أربعة أنفس، وهذا في غاية العلو، ولله الحمد.