درّس بالنظامية بعد أبي الخير القزويني سنة إحدى وثمانين، وتفقّه به جماعة. وكتب عنه أبو بكر الحازمي، وغيره.
وعاش اثنتين وثمانين سنة، وتوفي في ثامن ذي القعدة.
وذكره الموفق عبد اللطيف فقال: كان ربّ عِلم، وعمل، وعفاف، ونُسك، وورع. وكان ناعم العيش، يقوم على نفسه وبدنه قيامًا حكميا، رأيته يُلقي الدرس، فسمعتُ منه فصاحةً رائعة، ونغمة رائقة، فقلت: ما أفصح هذا الرجل! فقال شيخنا ابن عبيدة النحوي: كان أبوه عوّادًا، وكان هو معي في المكتب، وضرب بالعود وأجاد وتحقق فيه حتّى شهدوا له أنه في طبقة معبد، ثم أنف واشتغل بالخط، إلى أن شهدوا له أنه أكتب من ابن البواب ولا سيما في الطومار والثلث، ثم أنِف منه، واشتغل بالفقه، فصار كما ترى. وعلم ولدّي الناصر لدين اللَّه، وأصلحا مداسهُ.
١٩٧ - مجاهد بن محمد بن مجاهد، أبو الجيش الأندلسي.
قال الأبار: روى عن أبي عليّ الصدفي، وأبي محمد بن عتاب.
قال يعيش بن القديم: لقيته بمراكش.
وبها توفي في ذي القعدة.
١٩٨ - محمود بن عليّ بن أبي طالب بن عبد اللَّه بن أبي الرجاء، الأستاذ أبو طالب التميمي، الأصبهاني، الشافعي، المعروف بالقاضي، صاحب الطريقة في الخلاف.
كان من كبار الأئمة. تفقه على الإمام محمد بن يحيى صاحب الغزالي، وكان له في الوعظ اليد البيضاء، وكان ذا تفنُّن في العلوم.
تفقّه به جماعة بأصبهان، وتوفي في شوال.
وله تعليقة جمّة المعارف.
١٩٩ - مشرف بن المؤيد بن علي، أبو المحاسن الهمذاني، الصوفيّ، الشافعي، البزّاز، أثير الدين، المعروف بابن الحاجب.