للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شعره لا يمكن أن يكون أردأ منه. وسأل بعض تلامذته: ما بك؟ فقال: فؤادي. فقال: لو لم تهمزه لم يوجعك.

قال: وبلغني أن بعض المعلمين قرأ عليه قول العجاج:

أطربا وأنت فنسري … وإنما يأتي الصبا الصبي

فجعله الصبي بالياء، فقال له: هذا عندك في المكتب! فاستحيا.

وله في الشمعة:

صفراء لا من سقم مسها … كيف وكانت أمها الشافية

عريانة باطنها مكتس … فاعجب لها كاسية عارية

قال ابن النجار: وسمعت حمزة القبيطي يقول: كان ابن الخشاب يتعمم بالعمامة، وتبقى على حالها مدة حتى يسود ما يلي رأسه منها، وتتقطع من الوسخ، وترمي عليها العصافير ذرقها، فيتركه على حاله.

قال: وسمعت أبا محمد ابن الأخضر أن ابن الخشاب ما تزوج قط ولا تسرى، وكان قذرًا يستقي بجرة مكسورًة، ولما مرض أتيناه نعوده، فوجدناه في أسوأ حال من وسخ الثياب وقذر مكانه وعدم الغذاء، فأشرنا على القاضي أبي القاسم ابن الفراء بأن ينقله إلى داره، فنقله وأسكنه في بيت نظيف، وألبسه ثوبًا نظيفًا، وأحضر الأشربة والماء ورد، فوجد راحة وخفة، فأشهدنا بوقف كتبه، فاستولى عليها بيت العطار، وباعوا أكثرها، وتفرقت حتى بقي عشرها، فترك برباط المأمونية.

قال ابن النجار: كان بخيلًا، متبذلًا في ملبسه ومطعمه، ويلبس قذرًا، ويلعب بالشطرنج على الطريق، ويقف على المشعبذ وأصحاب القرود، ويكثر المزاح.

وقد صنف الرد على الحريري في مواضع من المقامات، وشرح اللمع لابن جني ولم يتمه، وشرح مقدمة الوزير ابن هبيرة في النحو، وصنف الرد على أبي زكريا التبريزي في تهذيبه لإصلاح المنطق.

وقال جمال الدين القفطي (١): كان مطرحًا للتكلف، وفيه بذاذة، ويقف على الحلق، ويقعد للشطرنج أين وجده، وكلامه أجود من قلمه. وكان ضيق


(١) إنباه الرواة ٢/ ٩٩ - ١٠٠.