وكان أبو هاشم بن محمد ابن الحنفية قبيح الخلق والهيئة، قبيح الدابة، وكان لا يذكر أبي علي بن عبد الله بن عباس في موضع إلا عابه، فبعث أبي ولده محمد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك، فأتى أبا هاشم فكتب عنه العلم. وكان إذا قام أبو هاشم يأخذ له بركابه فكف عن أبيه، وكان أبي يلطف ابنه محمداً بالشيء يبعث به إليه فيبعث به محمد إلى أبي هاشم. وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم، فمرض مرضه الذي مات فيه، فقالوا: من تأمرنا أن نأتي بعدك؟ فقال: هذا، وهو عنده، قالوا: ومن هذا؟ وما لنا وله؟ قال: لا أعلم أحداً منه ولا خيراً منه. فاختلفوا إليه. قال عيسى: فذاك كان سببنا بخراسان.
قال إسماعيل الخطبي: كان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمد وطاعتهم لأمره، وذلك زمن الوليد، فلم يزل الأمر ينمى ويقوى ويتزايد إلى أن مات في مستهل ذي القعدة سنة أربع وعشرين، وقد انتشرت دعوته وكثرت شيعته.
قال ابن جرير: توفي سنة خمس وعشرين بعد والده بسبع سنين، رحمه الله.
٣٠١ - ت: محمد بن عمار بن سعد القرظ المدني المؤذن.
عن أبي هريرة بحديث ضرس الكافر مثل أحد. وعنه سبطه محمد بن عمار بن حفص.
٣٠٢ - محمد بن قيس الهمداني المرهبي الكوفي.
عن ابن عمر، وعن مالك بن الحارث الهمداني، وإبراهيم النخعي. وعنه أبو حنيفة، والثوري، وإسرائيل، وأبو عوانة، وهشيم.