وكان محمد بن علي جميلاً وسيماً نبيلاً كأبيه، وكان ابتداء دعوة بني العباس إلى محمد، ولقبوه بالإمام، وكاتبوه سراً بعد العشرين ومائة. ولم يزل أمره يقوى ويتزايد فعالجته المنية حين انتشرت دعوته بخراسان، فأوصى بالأمر إلى ابنه إبراهيم فلم تطل مدته بعد أبيه، فعهد إلى أخيه أبي العباس السفاح.
قال مروان بن شجاع: سمعت ابن أبي عبلة يقول: دخل محمد بن علي على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، فلما خرج قال عمر: لو كان إلي من الخلافة شيء لقمصتها هذا الخارج.
أخبرنا أحمد بن إسحاق قال: أخبرنا ابن صرما وابن عبد السلام، قالا: أخبرنا الأرموي قال: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا أبو الحسن السكري قال: أخبرنا أبو عبد الله الصوفي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة، وأحبوني لحبه، وأحبوا أهل بيتي لحبي.
هذا حديث غريب، رواه الترمذي عن أبي داود السجستاني عن ابن معين، فوقع بدلاً بعلو درجتين، تفرد به هشام بن يوسف قاضي صنعاء، والنوفلي لا يعرف، ولعل ابن معين تفرد به.
قال الزبير بن بكار: أمه هي العالية بنت عبيد الله بن عبد الله بن عباس، وأمها عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان.
ويقال: إن محمد بن علي ولد سنة أربع وستين.
قال يعقوب بن شيبة: بلغني عن ابن الكلبي عن أبيه قال: كان محمد بن علي من أجمل الناس وأمدهم قامة، وكان رأسه مع منكب أبيه، وكان رأس أبيه مع منكب عبد الله بن عباس، وكان رأس ابن عباس مع منكب أبيه، رضي الله عنهم.
وروى سليمان بن أبي شيخ عن حجر بن عبد الجبار، عن عيسى بن علي، وذكر محمد بن علي، فذكر من فضله حتى قدمه على أبيه، قال: