للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد ذكرنا قطعة من أخباره في الحوادث.

أباد ملوك العالم، ودانت له الممالك، واستولى على الأقاليم.

قال ابن واصل (١): نسب علاء الدين ينتهي إلى إيلتكين أحد مماليك السلطان ألب أرسلان بن جغر بيك السلجوقي.

قال الإمام عز الدين ابن الأثير (٢): كان صبورا على التعب وإدمان السير، غير متنعم ولا مقبل على اللذات؛ إنما نهمته في الملك وتدبيره وحفظه وحفظ رعيته.

قال: وكان فاضلا، عالما بالفقه والأصول وغيرهما، وكان مكرما للعلماء محبا لهم، محسنا إليهم، يحب مناظرتهم بين يديه، ويعظم أهل الدين ويتبرك بهم؛ فحكى لي بعض خدم حجرة النبي لما عاد من خراسان قال: وصلت إلى خوارزم ودخلت الحمام، ثم قصدت باب السلطان، فلما أدخلت عليه أجلسني بعد أن قام لي، ومشى واعتنقني، وقال لي: أنت تخدم حجرة النبي ؟ قلت: نعم. فأخذ بيدي وأمرها على وجهه، وسألني عن حالنا وعيشنا، وصفة المدينة ومقدارها، وأطال الحديث معي، فلما عزمت قال: لولا أننا على عزم السفر الساعة لما ودعتك، وإنا نريد أن نعبر جيحون إلى الخطا، وهذا طريق مبارك حيث رأينا من يخدم الحجرة الشريفة. ثم ودعني، وأرسل إلي جملة من النفقة.

وقال أبو المظفر ابن الجوزي (٣): إنه توفي سنة خمس عشرة، فغلط، وقال: كان قد أفنى ملوك خراسان وما وراء النهر، وقتل صاحب سمرقند، وأخلى البلاد من الملوك واستقل بها، فكان ذلك سببا لهلاكه. ولما نزل همذان كاتب الوزير مؤيد الدين محمد ابن القمي نائب الوزارة الإمامية عن الخليفة عساكر خوارزم شاه، ووعدهم بالبلاد، فاتفقوا مع الخطا على قتله، وبعث القمي إليهم بالأموال والخيول سرا، فكان ذلك سببا لوهنه؛ وعلم بذلك، فسار من همذان إلى خراسان ونزل مرو، فصادف في طريقه الخيول والهدايا والكتب إلى الخطا، وكان معه منهم سبعون ألفا، فلم يمكنه الرجوع


(١) مفرج الكروب ٤/ ٣٤ - ٣٥.
(٢) الكامل ١٢/ ٣٧١ - ٣٧٢.
(٣) مرآة الزمان ٨/ ٥٩٨ فما بعد.