للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقبة يشبه منهج خليفة بن خياط "ت ٢٤٠ هـ" والطبري "ت ٣١٠ هـ"، وابن الأثير "ت ٦٣٠ هـ"، في تواريخهم.

أما القسم الخاص بالحقبة الواقعة بين سنتي ٤١ - ٣٠٠ هـ فلم نجد فيه تنظيمًا زمنيًا ضمن السنة الواحدة. ولكننا وجدنا عناية بذكر أسماء المشهورين الذين توفوا فيها في أول حوادث السنة دائمًا، وقد يبلغ الأمرُ به في بعض الأحيان إلى حد يضع فيه عنوانًا لأسماء المتوفَّين فيها (١). وفي القسم الذي بيَّضه الذهبيُّ ثانية من كتابه ووصل إلينا بخطه، نلاحظ أن المؤلفَ رَتَّبَ هذه الأسماء في أول السنة بشكل منسق: كل اسمين متقابلين، حتى لتبدو هذه الأسماء لأول وهلة وكأنها أبيات من الشعر (٢).

إن اعتناء الذهبيِّ بذكرِ أسماءِ الأعلام ممن توفوا في السنة ضمن الحوادث يبدو أمرًا معقولًا ومنسجمًا مع مزاجه التراجمي لا سيما إذا علمنا أنه نظّم التراجمَ في هذه الحقبة حسب العقود.

وأما المدة الممتدة من بداية القرن الرابع حتى منتصف القرن السابع الهجري فمن الصعوبة أنْ نُميز فيها أيَّ وجودٍ لتنظيم الحوادث داخل السنة الواحدة لا من حيث الزمان ولا من حيث الأهمية، ولم نجدْ أيةَ روابطَ بين الحوادثِ المذكورة في مثل هذه السنين سوى وقوعها في سنةٍ واحدة. وقد اتبع الذهبيُّ طريقة كُتَّاب الحوليات الذين سبقوه في ذكر العبارات التي تربط الحوادث ببعضها في داخل السنة الواحدة والتي تُوضَعُ في مقدمة الخبر عادة مثل: "وفيها" أو "وفي أولها" أو "وفي آخرها" أو "وفي رجب منها" ونحو ذلك.

ثم نعود فنرى تنظيمًا واضحًا في القسم الذي تناول النصف الثاني من القرن السابع الهجري (٦٥١ - ٧٠٠ هـ) من كتابه حيث سار الذهبيُّ على نمطٍ واحد في ذكر الشهر الذي وقعت فيه الحادثة ورتب المادة حسب تسلسلها الزمني من السنة، فكان يبدأ السنة بقوله: "في المحرم" أو "في أول المحرم" أو يذكر أي شهر آخر لكنه كان يسلسلُ الأشهرَ دائمًا، وربما عيَّن اليوم في


(١) انظر مثلًا سنة ١٣٣ هـ: "ذكر مَنْ توفي فيها من الأعيان" ٣/ ٥٩٣ (من طبعتنا) وانظر أيضًا: ٣/ ٥٨٣ "ذكر من توفي فيها مجملًا".
(٢) انظر مثلًا الورقة ١٧١ فما بعد (أيا صوفيا ٣٠٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>