للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله من قصيدة:

أبِيت على جمْر الغَضَا متمللا … سليم هوى مُلْقَى وأنت سليمُ

دعاني إليك الحبُّ والقلبُ فارغٌ … وورْدك عذْبٌ واللّواحظ هِيمُ

أيجمل يا حُلْو الشّمائل أنّني … أموتُ من البلوى وأنت عليم

لك العمر سلواني وصبري تُوفُيا … وأكبرُ إثمٍ أن يُهان يتيمُ

يمين بلذّات العتاب وأنّني … لذو قَسَمٍ لو تسمعون عظيمُ

نُحُولي ووجْديّ والتّهتُّكُ فِي الهوى … وإتلافُ روحي فِي هواك نعيمُ

ومِن أعجب الأشياء صدُّك والّذي … يزيل الْجَوَى سهلٌ وأنت كريمُ

وله:

وظبي أنسٍ رآه الظَّبْيُ فاختلست … لحاظه لمحاتٍ من تلفُّتهِ

وافَيتُه وبكفّي مثل قامتِه لِينًا … يفوحُ بنشْرٍ مثل نكهتهِ

فحين حيِّيتُه بالبان مندهشًا … والشّمس تخجل من إشراق جبهته

أهوى إِلَى لثْم كفّي حين صافحني … فمِلْتُ أطلب شكرا لثْم يمنته

ولاح لي دون أن أدنو شعاعُ سنًا … يُزْري على الشمس من تضريج وجنته

وله:

وذات رقصٍ ورهجٍ فِي تَمَايُلها … منيعة الوصل من ضم وملتزم

بيضاء حمراء مثل الشمس طَلْعتُها … سودٌ ذوائبها من أنفع الخدم

لها أبٌ ولها أمٌّ إذا ازدوجا … جاءت على الفور تبغي الأكل بالنّهمِ

لو أطعمت كلّ ما فِي الأرض ما شبعت … حَتَّى إذا سُقيتْ عادت إِلَى العدم

وله:

نَفَّش غُصنُ البانِ أذنابَه … واهتزَّ عند الصُّبح عُجْبًا وفاحْ

وقال مَن فِي الرّوض مثلي وقد … تُعْزَى إلى قدي قدود الملاح

فحدق النرجس يهزو به … وقال حقًّا قلتَهُ أو مزاحْ

بل أنت بالطّول تحامَقْتَ يا … مقصوف عدوًا بالدعاوى القِباحْ

قَالَ له البان: أما تستحي … ما هذه إلا عيون وقاح

وله في الناعورة:

وثاكلة فارَقَتْ … ما آلف من رسْمها

تدور على قلبها … وتبكي على جسمها

ما أدريّ تُوُفِّيَ الجوبان بعد الثمانين أو قبلها.