مولانا يراه إلا في عرصات القيامة، ولم يكن كذلك. بل كان معتقلاً مكرماً منعماً في قاعةٍ من دور السلطنة.
قال ابن واصل: بلغني أن المعز كان يدخل إليه، ويلعب معه بالشطرنج، فبقي حتى أخرجه الملك المظفر نوبة عين جالوت، واجتمع به البندقداري فأطلعه على ما عزم عليه من الفتك بالمظفر، فنهاه، ولم يوافقه فلما تملك عظم عنده، ووثق بدينه، وكان عنده في أعلى المراتب، يرجع إلى رأيه، ومشورته لا سيما في الأمور الدّينية، وجهزه في هذه السنة إلى بلد سيس فأغار وغنم، وعاد في رمضان ثم توجه إلى صفد، وكان يبذل جهده، ويتعرض للشهادة، فجرح، فبقي مدةً وألم الجراحة يتزايد فحمل إلى دمشق، وتمرض إلى أن توفي ليلة عرفة، ودفن بمقبرة الرباط الناصري.
١٣٠ - التاج الشحرور، الشّافعيّ المدرس.
مات بدمشق في ربيع الأول عن نحو تسعين سنة، وكان مبرزاً.
١٣١ - جلدك الرومي، الفائزي الأمير.
توفي في شوال بالقاهرة، وقد ولي عدة ولايات، وكان فاضلاً، له شعر جيد، وسيرةٌ مشكورة.
١٣٢ - الحسن بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى، الصدر الجليل، بهاء الدّين، أبو المواهب ابن العدل أمين الدّين أبي الغنائم ابن الإمام الحافظ أبي المواهب التغلبي، الدّمشقيّ.
من بيت رياسة وحشمة وحديث، كان شيخاً نبيلاً، مليح الشكل، مهيباً، ديناً، عاقلاً، لم يدخل في المناصب.
ولد سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة تخميناً، وسمع من عمر بن طبرزد، ويحيى بن عبد الملك ابن إلكيّا، وأبي اليمن الكندي، ومحمود بن هبة الله البغدادي، روى عنه الدّمياطيّ، والشيخ زين الدّين الفارقي، وقاضي القضاة نجم الدّين أحمد بن صصرى، وأبو علي ابن الخلال، وأبو المعالي ابن