للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن كنت لأنهاك عن حب يهود. فقال: قد أبغضهم أسعد بن زرارة، فمه؟ (١)

وقال الواقدي (٢): مرض عبد الله بن أبي ابن سلول في أواخر شوال، ومات في ذي القعدة. وكان مرضه عشرين ليلة. فكان رسول الله يعوده فيها. فلما كان اليوم الذي مات فيه، دخل عليه رسول الله وهو يجود بنفسه فقال: قد نهيتك عن حب يهود. فقال: قد أبغضهم أسعد فما نفعه؟ ثم قال: يا رسول الله، ليس هذا بحين عتاب. هو الموت، فإن مت فاحضر غسلي، وأعطني قميصك أكفن فيه، وصل علي واستغفر لي.

هذا حديث معضل واه، لو أسنده الواقدي لما نفع، فكيف وهو بلا إسناد؟

وقال ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر قال: أتى رسول الله قبر عبد الله بن أبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج، فوضع على ركبتيه، أو فخذيه، فنفث عليه من ريقه وألبسه قميصه. والله أعلم. متفق عليه (٣).

وقال أبو أسامة، وغيره: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما توفي عبد الله بن أبي، أتى ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله فسأله أن يعطيه قميصه ليكفنه فيه، فأعطاه. ثم سأله أن يصلي عليه؛ فقام رسول الله يصلي عليه، فقام عمر فأخذ ثوبه فقال: يا رسول الله، أتصلي عليه وقد نهاك الله عنه؟ قال: إن ربي خيرني، فقال: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ وسأزيد على السبعين. فقال: إنه منافق. قال: فصلى عليه رسول الله ، فأنزل الله: ﴿وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ متفق عليه (٤).


(١) دلائل النبوة ٥/ ٢٨٥.
(٢) الواقدي ٣/ ١٠٥٧، ودلائل النبوة ٥/ ٢٨٥ - ٢٨٦.
(٣) البخاري ٢/ ٩٧، ومسلم ٨/ ١٢٠، ودلائل النبوة ٥/ ٢٨٦.
(٤) البخاري ٢/ ٩٦، ومسلم ٨/ ١٢٠، ودلائل النبوة ٥/ ٢٨٧.