وفيها: قتل عروة بن مسعود الثقفي، وكان سيدا شريفا من عقلاء العرب ودهاتهم، دعا قومه إلى الإسلام فقتلوه. فيروى أن النبي ﷺ قال: مثله مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله فقتلوه.
وفيها: توفيت السيدة أم كلثوم بنت رسول الله ﷺ، زوجة عثمان ﵄.
وفيها: توفي عبد الله ذو البجادين ﵁، ودفن بتبوك، وصلى عليه النبي ﷺ، وأثنى عليه ونزل في حفرته، وأسنده في لحده. وقال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا، فارض عنه.
وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، قال: كان عبد الله ذو البجادين من مزينة. وكان يتيما في حجر عمه، وكان يحسن إليه. فلما بلغه أنه قد أسلم قال: لئن فعلت لأنزعن منك جميع ما أعطيتك. قال: فإني مسلم. فنزع كل شيء أعطاه، حتى جرده ثوبه. فأتى أمه، فقطعت بجادا لها باثنين، فاتزر نصفا وارتدى نصفا. ولزم باب رسول الله ﷺ. وكان يرفع صوته بالقرآن والذكر. وتوفي في حياة النبي ﷺ.
وفيها: قدم وفد ثقيف من الطائف، فأسلموا بعد تبوك، وكتب لهم رسول الله ﷺ كتابا.
وفيها: بعد مرجع النبي ﷺ من تبوك، مات سهيل ابن بيضاء، أخو سهل ابن بيضاء، وهي أمهما، واسمها دعد بنت جحدم. وأما أبوه فوهب بن ربيعة الفهري. ولسهيل صحبة ورواية حديث، وهو حديث يحيى بن أيوب المصري، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل ابن بيضاء، عن النبي ﷺ قال: من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة. وليحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم - نحوه (١).
وأما الدراوردي فقال: عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن عبد الله بن أنيس. وهذا متصل عن سهيل. إذ سعيد
(١) أخرجه أحمد ٣/ ٤٥١ و ٤٦٧ من طريق ابن الهاد، بنحوه. وينظر المسند الجامع ٧/ ٣٢٣ حديث (٥١٥٥).