للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنبأنا جماعة، عن ابن سكينة، قال: أنشدنا أبو الفتح ابن الأديب لنفسه:

عاطل وهو بالمناقب خالي … نسب المجد غير عم وخال

شبه قرب الشخوص وفي … نقد المعاني تباين الأشكال

ما استطال القنا بطول الأنا … بيب ولكن بالصبر يوم النزال

رب حسن يعود قبحا إذا لم … ترو عنه محاسن الأفعال

يوجد التبر في التراب كما … يستخرج المسك من مصير الغزال (١)

وهي طويلة.

وبالإسناد له:

طليق دمع أسير القلب عاينه … كل بعينك فانظر ما يعانيه

تنام عن سهر لا تلتقي قصر … أجفانه كلما طالت لياليه

تحيى على زفرات الشوق أضلعه … وأنت في غفلة عما يلاقيه

منها:

سهم على القلب قبل السمع موقعه … قد أتبعته بسهم كف راميه

وليلة الجزع لما بات يرشفني … ثغر الزجاجة والصهباء من فيه

شربت كأس مدام من سلافته … شجت بكأس عتاب من تجنيه

وبه له:

لم يبق بعد المفرق الأشيب … لديك من ملهى ولا ملعب

أنذرت الخمسون أبناءها … بعد ذهاب العمر المذهب

أنسيت ما فات كأن الذي … مضى من الأيام لم يحسب

هل هو إلا أمد منتهي … إلى بعيد الدار لم يصقب

مسافة تطمع في قطعها … بغير زاد وبلا مركب

يا ويح من أنفق أيامه … في طلب المتجر والمكسب

ما هو آت غير مستبعد … قد آن وضع الحامل المقرب

وكل عام أترجى المنى … وهن قد سوفن الوعد بي

وليس لي هم سوى وقفة … في حرم المدفون في يثرب


(١) المصير: المعى.