والحريق في أرباض قرطبة ثلاثة أيام ثم أمنه، فهج أهل قرطبة، وتفرقوا أيادي سبأ ونهبوا في الطرق، ومضى منهم خلق إلى الإسكندرية فسكنها.
[سنة تسع وتسعين]
توفي فيها: إسحاق بن سليمان الرازي أبو يحيى، إبراهيم بن عيينة - في قول - وقد مر، حفص بن عبد الرحمن قاضي نيسابور، الحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخي، سليمان بن المنصور أبي جعفر في صفر، سيار بن حاتم، شعيب بن الليث بن سعد في صفر، عبد الله بن نمير الخارفي الكوفي، عمر بن حفص العبدي بصري، عمرو بن محمد العنقزي الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور ببيروت، الهيثم بن مروان العنسي الدمشقي، يونس بن بكير الكوفي راوي المغازي.
وفيها قدم الحسن بن سهل من عند المأمون إلى بغداد، ففرق عماله في البلاد، وجهز أزهر بن زهير بن المسيب إلى الهرش في المحرم فقتل الهرش.
وفي جمادى الآخرة خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن طباطبا، واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يدعو إلى الرضا من آل محمد، والعمل بالكتاب والسنة، وكان القائم بأمره أبو السرايا سري بن منصور الشيباني، فهاجت الفتن، وتسرع الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت له الكوفة، وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهز الحسن بن سهل لحربه زهير بن المسيب في عشرة آلاف، فالتقوا، فهزم زهير واستباحوا عسكره، وغنموا السلاح والخيل، وقووا، وذلك في سلخ جمادى الآخرة.
فلما كان من الغد أصبح محمد بن إبراهيم بن طباطبا ميتا فجاءة، فقيل: إن أبا السرايا سمه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة، ولم يحسن جائزة أبي السرايا، أو لغير ذلك، وأقام أبو السرايا في الحال مكانه شابا أمرد اسمه محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم جهز الحسن بن سهل جيشا، عليهم عبدوس بن محمد المروروذي لحرب أبي السرايا فالتقوا في رجب، فقتل عبدوس، وأسر عمه هارون بن أبي خالد، وقتل أكثر جيشه