قال أحمد بن حنبل: إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على إسماعيل بن علية، فإنه أدخل عليه فقال له: يا ابن الفاعلة، أنت الذي تقول: كلام الله مخلوق؟!.
وفيها قوي محمد بن صالح بن بيهس الكلابي، وظهر على السفياني الذي خرج بدمشق، وحاصرها ثم نصب عليها السلالم، وتسورها أصحابه، وكان قد تغلب على دمشق مسلمة بن يعقوب الأموي، فهرب، وعمد إلى أبي العميطر، وكان في حبسه، ففك قيده، ثم خرجا بزي النساء في الأزر إلى المزة، واستولى ابن بيهس على البلد. ثم جرى بينه وبين أهل المزة وداريا حروب، وبقي حاكما على دمشق مدة من جهة المأمون إلى سنة ثمان ومائتين.
وفي ذي الحجة خرج الحسن الهرج في سفلة الناس، وخلق من الأعراب يدعو إلى الرضا من آل محمد، فأتى النيل، وجبى الخراج، وصادر التجار، ونهب القرى والمواشي.
وفيها استعمل المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل على جميع ما افتتحه طاهر بن الحسين من كور الجبال والعراق والحجاز واليمن، وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرقة لحرب نصر بن شبث، وولاه الجزيرة والشام ومصر والمغرب، وأمر هرثمة أن يرد إلى خراسان.
وفي رمضان ثار أهل قرطبة بأميرهم الحكم بن هشام الأموي، وحاربوه لجوره وفسقه، وتسمى وقعة الربض، وهاج عليه أهل ربض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتد القتال، وعظم الخطب، واستظهروا على أهل القصر، فأمر الحكم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفة فنقبوا السور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم من وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، ونهبوا الدور، وأسروا، وعملوا كل قبيح، ثم أمر الحكم فانتقى من الأسرى ثلاثمائة من وجوه البلد، فصلبوا على النهر منكسين، وبقي النهب والقتل،