للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومسيرنا رباطا؟ فقلت: جاءت الآثار عن رسول الله أنه قال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله … الحديث (١).

وقال عتبة بن حماد القارئ: حدثنا الأوزاعي قال: بعث إلي عبد الله بن علي فاشتد علي فأدخلت فقال: ما تقول في مخرجنا هذا وما نحن فيه؟ فقلت: أصلح الله الأمير قد كان بيني وبين داود بن علي مودة، قال: لتخبرني، ففكرت ثم استبسلت للموت فقلت: حدثني يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، وساق حديث الأعمال بالنيات، قال: وبيده قضيب ينكت به ثم قال: يا عبد الرحمن ما تقول في قتل أهل هذا البيت؟ فورد علي أمر عظيم فقلت: قد كان بيني وبين داود مودة، فقال: هيه لتحدثني، فقلت: حدثني محمد بن مروان عن مطرف بن الشخير عن عائشة، قالت: قال رسول الله : لا يحل قتل مسلم إلا في ثلاث فأطرق هويا، ثم قال: أخبرني عن الخلافة وصية لنا رسول الله ؟ قلت: لو كان وصية ما ترك علي أحدا يتقدمه، فقال: ما تقول في أموال بني أمية؟ فقلت: إن كانت لهم حلالا فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حرام فهي عليك أحرم - أي فردها إلى أهلها - ثم أمرني فأخرجت.

قال عبد الوهاب بن نجدة: حدثنا أبو الأسوار محمد بن عمر التنوخي، قال: كتب أبو جعفر إلى الأوزاعي: أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته في عنقه فاكتب إليه بما رأيت فيه المصلحة، فكتب إليه: عليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين، واعلم أن قرابتك من رسول الله لن تزيد حق الله عليك إلا عظما، ولا طاعته إلا وجوبا.

وقال يحيى بن أيوب المقابري: حدثنا الحواري بن أبي الحواري قال: دخل الأوزاعي على المنصور فلما أراد أن ينصرف استعفى من لبس السواد فأجابه، فسئل الأوزاعي فقال: لم يحرم فيه محرم، ولا كفن فيه ميت، ولم تزين فيه عروس.


(١) قطعة من حديث النية المشهور الذي افتتح البخاري به صحيحه.