٣١٣ - عيسى بن موسى، هو ولي عهد أمير المؤمنين، الأمير أبو موسى، عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي.
مولده ومرباه بالحميمة من نواحي البلقاء بالشام، في سنة ثلاث ومائة.
كان أحد الشجعان المذكورين، ولما احتضر السفاح، كتب له بولاية العهد بعد المنصور، فكان ذا عظمة وجلالة، وهو الذي انتدب لقتال محمد بن عبد الله بن حسن، ولقتال أخيه حتى ظفر بهما، وتوطد ملك بني العباس، بعد أن أشرف على الزوال. ثم إن المنصور لما تمكن، أقبل على عيسى بن موسى بالرغبة والرهبة، فما زال به حتى ألزمه بتقديم ابنه المهدي على نفسه في ولاية العهد، وقد ولي إمرة الكوفة مدة.
وكان موسى والد هذا قد توفي شابا في الغزو بأرض الروم سنة ثمان ومائة، فنشأ عيسى في كفالة جده محمد الإمام.
ويقال: إن المنصور لما أخر عيسى بن موسى في العهد، مر في موكبه، فنظر إليه ماجن فقال: هذا الذي أراد أن يكون غدا فصار بعد غد.
وحكى نفطويه في تاريخه: أن المنصور لما قدم ابنه المهدي في ولاية العهد قال مخنث هذا اللفظ.
وقد بذل المنصور لعيسى أموالا عظيمة حتى نزل عن منصبه، ثم إن المهدي لما استخلف لم يزل يفتل في الذروة والغارب حتى خلعه من ولاية العهد بعده لولده موسى ابن المهدي، كما هو مذكور في الحوادث.