للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباقرحي، والطبراني (١)، وعبد الغفار الحضيني، وأبو عمرو بن حمدان، وأحمد بن كامل، وطائفة سواهم.

قال أبو بكر الخطيب (٢): كان ابن جرير أحد الأئمة، يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظًا لكتاب الله؛ بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين، بصيرًا بأيام الناس وأخبارهم، له الكتاب المشهور في تاريخ الأمم، وكتاب التفسير الذي لم يصنف مثله، وكتاب تهذيب الآثار، لم أر مثله في معناه، لكن لم يتمه. وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء. وتفرد بمسائل حفظت عنه.

وقال غيره: مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين.

قال أبو محمد الفرغاني: كتب إلي المراغي يذكر أن المكتفي قال للحسن بن العباس: إني أريد أن أوقف وقفًا تجتمع أقاويل العلماء على صحته ويسلم من الخلاف. قال: فأحضر ابن جرير، فأملى عليهم كتابًا بذلك. فأخرجت له جائزة سنية، فأبى أن يقبلها، فقيل له: لا بد من جائزة أو قضاء حاجة. فقال: نعم. الحاجة أسال أمير المؤمنين أن يتقدم إلى الشرط أن يمنعوا السؤال من دخول المقصورة يوم الجمعة. فتقدم بذلك وعظم في نفوسهم.

قال أبو محمد الفرغاني صاحب ابن جرير: وأرسل إليه العباس بن الحسن الوزير: قد أحببت أن أنظر في الفقه. وسأله أن يعمل له مختصرًا. فعمل له كتاب الخفيف وأنفذه إليه. فوجه إليه بألف دينار فلم يقبلها، فقيل له: تصدق بها. فلم يفعل.

وقال الخطيب (٣): سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يقول: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة.

وأما أبو محمد الفرغاني فقال في صلة التاريخ له: إن قومًا من تلامذة


(١) المعجم الصغير (١٠٠٣).
(٢) تاريخه ٢/ ٥٤٩ - ٥٥٠.
(٣) تاريخه ٢/ ٥٥٠.