بشيء. وكان لطيف الأخلاق، ظريفاً، إلا أنه فاسد العقيدة. عاش ثلاثاً وستين سنة.
٢٣ - عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك بن محمود، الحافظ أبو محمد ابن الأخضر الجنابذي الأصل البغدادي التاجر البزاز.
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وسمع سنة ثلاثين وخمسمائة وبعدها وهلم جرا. وكتب الكثير، وعني بالفن أتم عناية.
سمع من أبي بكر قاضي المارستان، وأبي القاسم ابن السمرقندي، ويحيى ابن الطراح، وعبد الوهاب الأنماطي، وعبد الجبار بن توبة، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن بن عبد السلام، وأبي سعد البغدادي، وأبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وخلق كثير. وحصل الأصول، وغالى في أثمانها.
وحدث نحواً من ستين سنة، وصنف تصانيف مفيدة. وكان حافظ العراق في زمانه، وكانت له حلقة بجامع القصر للحديث. وتخاريجه تدل على حفظه وتبحره. وكان ثقة صالحاً ديناً عفيفاً.
وكان والده قد سمع من إسماعيل بن ملة، وحج سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وله أربعون سنة، فلم يرجع وعدم.
قال الدبيثي: لم أر في شيوخنا أوفر شيوخاً منه، ولا أغزر سماعاً، وحدث بجامع القصر سنين كثيرة.
وقال ابن نقطة: كان ثبتاً، ثقة، مأموناً، كثير السماع، واسع الرواية، صحيح الأصول؛ منه تعلمنا واستفدنا، وما رأينا مثله.
قلتُ: روى عنه الحفاظ: ابن نقطة، والدبيثي، وابن النجار، والضياء، والبرزالي، وابن خليل، والزين خالد، وأحمد بن محمد بن بنيمان الهمذاني،